الحجب العشرة بين العبد وبين ربِّه
صفحة 1 من اصل 1
الحجب العشرة بين العبد وبين ربِّه
- الحجاب الأول الجهل بالله:
ألاَّ تعرفه.. فمن عرف الله أحبَّه.. وما عرفه قط من لم يحبه.. وما أحب قط من لم يعرفه.. لذلك كان أهل السنة فعلاً طلبة العلم حقًا، هم أولياء الله الذين يحبُّهم ويحبُّونه؛ لأنك كلما عرفت الله أكثر أحببته أكثر..
قال شعيب خطيبُ الأنبياء لقومه: {وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ}[هود: 90].
وقال ربك جلَّ جلاله: {إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا} [مريم: 96].
إنَّ أغلظ الحجب هو الجهل بالله وألا تعرفه؛ فالمرء عدو ما يجهل..
إن الذين لا يعرفون الله يعصونه.
من لا يعرفون الله يكرهونه.
من لا يعرفون الله يعبدون الشيطان من دونه.
ولذلك كان نداء الله بالعلم أولاً: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ} [محمد: 19].
فالدواء: أن تعرف الله حق المعرفة.. فإذا عرفته معرفةً حقيقةً فعند ذلك تعيش حقيقة التوبة.
- الحجاب الثاني البدعة:
فمن ابتدع حُجب عن الله ببدعته.. فتكون بدعته حجابًا بينه وبين الله حتى يتخلص منها، قال : «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردٌّ» [متفق عليه].
والعمل الصالح له شرطان:
الإخلاص: أن يكون لوجه الله وحده لا شريك له.
والمتابعة: أن يكون على سنَّة النَّبي .
ودون هذين الشرطين لا يسمى صالحًا، فلا يصعد إلى الله؛ لأنه إنَّما يصعد إليه العمل الطيب الصالح، فتكون البدعة حجابًا تمنع وصول العمل إلى الله، وبالتالي تمنع وصول العبد، فتكون حجابًا بين العبد وبين الرب؛ لأنَّ المبتدع إنَّما عبد على هواه، لا على مراد مولاه، فهواه حجاب بينه وبين الله، من خلال ما ابتدع مما لم يشرع الله، فالعامل للصالحات يمهد لنفسه؛ أما المبتدع فإنه شر من العاصي.
3- الحجاب الثالث الكبائر الباطنة:
وهي كثيرة كالخيلاء، والفخر، والكبر، والحسد، والعجب، والرياء، والغرور. هذه الكبائر الباطنة أكبر من الكبائر الظاهرة، أعظم من الزنا وشرب الخمر والسرقة. هذه الكبائر الباطنة إذا وقعت في القلب، كانت حجابًا بين قلب العبد وبين الربِّ.
ذلك أن الطريق إلى الله إنَّما تقطع بالقلوب، ولا تقطع بالأقدام، والمعاصي القلبية قطاع الطريق.
يقول ابن القيم: «وقد تستولي النفس على العمل الصالح، فتصيره جندًا لها، فتصول به وتطغى.. فترى العبد أطوع ما يكون، أزهد ما يكون، وهو عن الله أبعد ما يكون» فتأمل..!!
4- الحجاب الرابع حجاب أهل الكبائر الظاهرة:
كالسرقة، وشرب الخمر، وسائر الكبائر
5- الحجاب الخامس حجاب أهل الصغائر:
إن الصغائر تعظم، وكم من صغيرة أدت بصاحبها إلى سوء الخاتمة والعياذ بالله.
فالمؤمن هو المعظِّم لجنايته يرى ذنبه – مهما صغر – كبيرًا؛ لأنه يراقب الله كما أنَّه لا يحقرن من المعروف شيئًا؛ لأنه يرى فيه منَّة الله وفضله، فيظل بين هاتين المنزلتين حتى ينخلع من قَلبه استصغار الذنب واحتقار الطاعة, فيقبل على ربِّه الغفور الرحيم التواب المنان المنعم، فيتوب إليه، فينقشع عنه هذا الحجاب.
6- الحجاب السادس حجاب الشرك:
وهذا من أعظم الحجب وأغلظها وأكثفها و المعنى الأصلي الحقيقي للشرك, هو تعلق القلب بغير الله تعالى سواء في العبادة، أو في المحبة، سواء في المعاني القلبية، أو في الأعمال الظاهرة.
والشرك بغيض إلى الله تعالى فليس ثمة شيء أبغض إلى الله تعالى من الشرك والمشركين.
استعذ بالله من الشرك «اللهم، إني أعوذ بك أن أشرك بك شيئًا أعلمه وأستغفرك لما لا أعلمه».
هنا يزول الحجاب، مع الاستعاذة، والإخلاص، وصدق اللّجوء إلى الله.
7- الحجاب السابع حجاب أهل الفضلات والتوسع في المباحات:
قد يكون حجاب أحدنا بينه وبين الله بطنه، فإنَّ الأكل حلال، والشرب حلال، لكن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما ملأ آدمي وعاء شرًا من بطن» [رواه الترمذي] فإن المعدة إذا امتلأت نامت الفكرة. وقعدت الجوارح عن الخدمة، إن الحجاب قد يكون بين العبد وبين الله ملابسه، فقد يعشق المظاهر، وقد قال صلى الله عليه وسلم: «تعس عبد الدينار وعبد الدرهم وعبد الخميصة» [رواه البخاري]. فسماه عبدًا لهذا، فهي حجاب بينه وبين ربه، تقول له: قصِّر ثوبك قليلاً؛ حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «ما أسفل الكعبين من الإزار ففي النار» [رواه البخاري]. يقول: أنا أخجل من لبس القميص القصير.. ولماذا أصنع ذلك؟ هل تراني لا أجد قوت يومي؟!
فالمقصود أن هذه الأعراف، والعادات، والفضلات، والمباحات.. قد تكون حجابًا بين العبد وبين ربه.. قد تكون كثرة النوم حجابًا بين العبد وبين الله، النوم مباح لكن أن تنام فلا تقوم الليل، ولا تصلي الصبح، أو يصلي الصبح ثم ينام إلى العصر فيضيع الظهر, هكذا يكون النوم حجابًا بين العبد وبين الله، قد يكون الزواج وتعلق القلب به حجابًا بين العبد وبين الله.. وهكذا الاهتمام بالمباحات.. والمبالغة في ذلك، وشغل القلب الدائم بها قد يكون حجابًا غليظًا يقطعه عن الله.
نسأل الله عز وجل ألا يجعل بيننا وبينه حجابًا..
8- الحجاب الثامن حجاب أهل الغفلة عن الله:
والغفلة تستحكم في القلب حين يفارق محبوبه جل وعلا فيتبع المرء هواه، ويوالي الشيطان، وينسى الله قال تعالى: {وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} [الكهف: 82]
9- الحجاب التاسع حجاب العادات والتقاليد والأعراف:
إنَّ هناك أناسًا عبيدًا للعادة.. تقول له: لِمَ تدخن؟!!.. يقول لك: عادة سيئة.. أنا لا أستمتع بالسيجارة، ولا ضرورة عندي إليها، إنما عندما أغضب فإني أشعل السيجارة، وبعد قليل أجد أني قد استرحت.
ولما صار عبد السيجارة، فصارت حجابًا بينه وبين الله، ولذلك أول سبيل للوصول إلى الله خلع العادات، ألا تصير لك عادة، فالإنسان عبد عادته فلكي تصل إلى الله.. فلابد أن تصير حرًا من العبودية لغير الله.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: «ولا تصح عبوديته ما دام لغير الله فيه بقية».. فلابد أن تصير خالصًا لله حتى يقبلك.
10- الحجاب العاشر حجاب المجتهدين المنصرفين عن السير إلى المقصود:
هذا حجبا الملتزمين، أن يرى المرء عمله، فيكون عمله حجابًا بينه وبين الله، فمن الواجب ألا يرى عمله، وإنما يسير بين مطالعة المنَّة ومشاهدة عيب النفس والعمل، يطالع منَّة الله وفضله عليه أن وفقه وأعانه، ويبحث في عمله، وكيف أنه لم يؤده على الوجه المطلوب، بل شابه من الآفات ما يمنع قبوله عند الله، فيجتهد في السير، وإلا فتعلق القلب بالعمل ورضاه عنه وانشغاله به عن المعبود حجاب، فإن رضا العبد بطاعته دليل على حسن ظنه بنفسه وجهله بحقيقة العبودية وعدم عمله بما يستحقه الرب جل جلاله ويليق أن يعامل به وحاصل ذلك أن جهله بنفسه وصفاتها وآفاتها وعيوب عمله وجهله بربه وحقوقه وما ينبغي أن يعامل به يتولد منهما رضاه بطاعته، وإحسان ظنه بها، ويتولد من ذلك من العجب والكبر والآفات ما هو أكبر من الكبائر الظاهرة, فالرضا بالطاعة من رعونات النفس وحماقتها..
وكلما عظم الله في قلبك.. صغرت نفسك عندك، وتضاءلت القيمة التي تبذلها في تحصيل رضاه وكلما شهدت حقيقة الربوبية وحقيقة العبودية وعرفت الله وعرفت النفس تبين لك أن ما معك من البضاعة لا يصلح للملك الحق، ولو جئت بعمل الثقلين خشيت عاقبته، وإنما يقبله بكرمه وجوده وتفضله، ويثيبك عليه بكرمه وجوده وتفضله.
فحينها تتبرأ من الحول والقوة، وتفهم أن لا حول ولا قوة إلا بالله، فينقشع هذا الحجاب.
أرأيت يا عبد الله كم حجاب يفصلك اليوم عن ربك سبحانه وتعالى؟! قل لي بربك: كيف يمكنك الخلاص منها؟!
فاصدق الله، واصدق في اللجوء إليه؛ لكي يزيل الحجب بينك وبينه، فإنه لا ينسف هذه الحجب إلا الله.
يقول ابن القيم: «......وهذه الحجب تنشأ عن أربعة عناصر.. هي: النفس، الشيطان، الدنيا، الهوى».
فلا يمكن كشف هذه الحجب مع بقاء أصولها وعناصرها في القلب البتة .. لابد من نزع تلك الأربعة؛ لكي تُنزع الحجب التي بينك وبين الله..
نسأل الله أن يوفقنا للإخلاص في القول والعمل، وأن يتقبل أعمالنا.
وصلَّى الله وسلَّم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
ألاَّ تعرفه.. فمن عرف الله أحبَّه.. وما عرفه قط من لم يحبه.. وما أحب قط من لم يعرفه.. لذلك كان أهل السنة فعلاً طلبة العلم حقًا، هم أولياء الله الذين يحبُّهم ويحبُّونه؛ لأنك كلما عرفت الله أكثر أحببته أكثر..
قال شعيب خطيبُ الأنبياء لقومه: {وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ}[هود: 90].
وقال ربك جلَّ جلاله: {إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا} [مريم: 96].
إنَّ أغلظ الحجب هو الجهل بالله وألا تعرفه؛ فالمرء عدو ما يجهل..
إن الذين لا يعرفون الله يعصونه.
من لا يعرفون الله يكرهونه.
من لا يعرفون الله يعبدون الشيطان من دونه.
ولذلك كان نداء الله بالعلم أولاً: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ} [محمد: 19].
فالدواء: أن تعرف الله حق المعرفة.. فإذا عرفته معرفةً حقيقةً فعند ذلك تعيش حقيقة التوبة.
- الحجاب الثاني البدعة:
فمن ابتدع حُجب عن الله ببدعته.. فتكون بدعته حجابًا بينه وبين الله حتى يتخلص منها، قال : «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردٌّ» [متفق عليه].
والعمل الصالح له شرطان:
الإخلاص: أن يكون لوجه الله وحده لا شريك له.
والمتابعة: أن يكون على سنَّة النَّبي .
ودون هذين الشرطين لا يسمى صالحًا، فلا يصعد إلى الله؛ لأنه إنَّما يصعد إليه العمل الطيب الصالح، فتكون البدعة حجابًا تمنع وصول العمل إلى الله، وبالتالي تمنع وصول العبد، فتكون حجابًا بين العبد وبين الرب؛ لأنَّ المبتدع إنَّما عبد على هواه، لا على مراد مولاه، فهواه حجاب بينه وبين الله، من خلال ما ابتدع مما لم يشرع الله، فالعامل للصالحات يمهد لنفسه؛ أما المبتدع فإنه شر من العاصي.
3- الحجاب الثالث الكبائر الباطنة:
وهي كثيرة كالخيلاء، والفخر، والكبر، والحسد، والعجب، والرياء، والغرور. هذه الكبائر الباطنة أكبر من الكبائر الظاهرة، أعظم من الزنا وشرب الخمر والسرقة. هذه الكبائر الباطنة إذا وقعت في القلب، كانت حجابًا بين قلب العبد وبين الربِّ.
ذلك أن الطريق إلى الله إنَّما تقطع بالقلوب، ولا تقطع بالأقدام، والمعاصي القلبية قطاع الطريق.
يقول ابن القيم: «وقد تستولي النفس على العمل الصالح، فتصيره جندًا لها، فتصول به وتطغى.. فترى العبد أطوع ما يكون، أزهد ما يكون، وهو عن الله أبعد ما يكون» فتأمل..!!
4- الحجاب الرابع حجاب أهل الكبائر الظاهرة:
كالسرقة، وشرب الخمر، وسائر الكبائر
5- الحجاب الخامس حجاب أهل الصغائر:
إن الصغائر تعظم، وكم من صغيرة أدت بصاحبها إلى سوء الخاتمة والعياذ بالله.
فالمؤمن هو المعظِّم لجنايته يرى ذنبه – مهما صغر – كبيرًا؛ لأنه يراقب الله كما أنَّه لا يحقرن من المعروف شيئًا؛ لأنه يرى فيه منَّة الله وفضله، فيظل بين هاتين المنزلتين حتى ينخلع من قَلبه استصغار الذنب واحتقار الطاعة, فيقبل على ربِّه الغفور الرحيم التواب المنان المنعم، فيتوب إليه، فينقشع عنه هذا الحجاب.
6- الحجاب السادس حجاب الشرك:
وهذا من أعظم الحجب وأغلظها وأكثفها و المعنى الأصلي الحقيقي للشرك, هو تعلق القلب بغير الله تعالى سواء في العبادة، أو في المحبة، سواء في المعاني القلبية، أو في الأعمال الظاهرة.
والشرك بغيض إلى الله تعالى فليس ثمة شيء أبغض إلى الله تعالى من الشرك والمشركين.
استعذ بالله من الشرك «اللهم، إني أعوذ بك أن أشرك بك شيئًا أعلمه وأستغفرك لما لا أعلمه».
هنا يزول الحجاب، مع الاستعاذة، والإخلاص، وصدق اللّجوء إلى الله.
7- الحجاب السابع حجاب أهل الفضلات والتوسع في المباحات:
قد يكون حجاب أحدنا بينه وبين الله بطنه، فإنَّ الأكل حلال، والشرب حلال، لكن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما ملأ آدمي وعاء شرًا من بطن» [رواه الترمذي] فإن المعدة إذا امتلأت نامت الفكرة. وقعدت الجوارح عن الخدمة، إن الحجاب قد يكون بين العبد وبين الله ملابسه، فقد يعشق المظاهر، وقد قال صلى الله عليه وسلم: «تعس عبد الدينار وعبد الدرهم وعبد الخميصة» [رواه البخاري]. فسماه عبدًا لهذا، فهي حجاب بينه وبين ربه، تقول له: قصِّر ثوبك قليلاً؛ حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «ما أسفل الكعبين من الإزار ففي النار» [رواه البخاري]. يقول: أنا أخجل من لبس القميص القصير.. ولماذا أصنع ذلك؟ هل تراني لا أجد قوت يومي؟!
فالمقصود أن هذه الأعراف، والعادات، والفضلات، والمباحات.. قد تكون حجابًا بين العبد وبين ربه.. قد تكون كثرة النوم حجابًا بين العبد وبين الله، النوم مباح لكن أن تنام فلا تقوم الليل، ولا تصلي الصبح، أو يصلي الصبح ثم ينام إلى العصر فيضيع الظهر, هكذا يكون النوم حجابًا بين العبد وبين الله، قد يكون الزواج وتعلق القلب به حجابًا بين العبد وبين الله.. وهكذا الاهتمام بالمباحات.. والمبالغة في ذلك، وشغل القلب الدائم بها قد يكون حجابًا غليظًا يقطعه عن الله.
نسأل الله عز وجل ألا يجعل بيننا وبينه حجابًا..
8- الحجاب الثامن حجاب أهل الغفلة عن الله:
والغفلة تستحكم في القلب حين يفارق محبوبه جل وعلا فيتبع المرء هواه، ويوالي الشيطان، وينسى الله قال تعالى: {وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} [الكهف: 82]
9- الحجاب التاسع حجاب العادات والتقاليد والأعراف:
إنَّ هناك أناسًا عبيدًا للعادة.. تقول له: لِمَ تدخن؟!!.. يقول لك: عادة سيئة.. أنا لا أستمتع بالسيجارة، ولا ضرورة عندي إليها، إنما عندما أغضب فإني أشعل السيجارة، وبعد قليل أجد أني قد استرحت.
ولما صار عبد السيجارة، فصارت حجابًا بينه وبين الله، ولذلك أول سبيل للوصول إلى الله خلع العادات، ألا تصير لك عادة، فالإنسان عبد عادته فلكي تصل إلى الله.. فلابد أن تصير حرًا من العبودية لغير الله.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: «ولا تصح عبوديته ما دام لغير الله فيه بقية».. فلابد أن تصير خالصًا لله حتى يقبلك.
10- الحجاب العاشر حجاب المجتهدين المنصرفين عن السير إلى المقصود:
هذا حجبا الملتزمين، أن يرى المرء عمله، فيكون عمله حجابًا بينه وبين الله، فمن الواجب ألا يرى عمله، وإنما يسير بين مطالعة المنَّة ومشاهدة عيب النفس والعمل، يطالع منَّة الله وفضله عليه أن وفقه وأعانه، ويبحث في عمله، وكيف أنه لم يؤده على الوجه المطلوب، بل شابه من الآفات ما يمنع قبوله عند الله، فيجتهد في السير، وإلا فتعلق القلب بالعمل ورضاه عنه وانشغاله به عن المعبود حجاب، فإن رضا العبد بطاعته دليل على حسن ظنه بنفسه وجهله بحقيقة العبودية وعدم عمله بما يستحقه الرب جل جلاله ويليق أن يعامل به وحاصل ذلك أن جهله بنفسه وصفاتها وآفاتها وعيوب عمله وجهله بربه وحقوقه وما ينبغي أن يعامل به يتولد منهما رضاه بطاعته، وإحسان ظنه بها، ويتولد من ذلك من العجب والكبر والآفات ما هو أكبر من الكبائر الظاهرة, فالرضا بالطاعة من رعونات النفس وحماقتها..
وكلما عظم الله في قلبك.. صغرت نفسك عندك، وتضاءلت القيمة التي تبذلها في تحصيل رضاه وكلما شهدت حقيقة الربوبية وحقيقة العبودية وعرفت الله وعرفت النفس تبين لك أن ما معك من البضاعة لا يصلح للملك الحق، ولو جئت بعمل الثقلين خشيت عاقبته، وإنما يقبله بكرمه وجوده وتفضله، ويثيبك عليه بكرمه وجوده وتفضله.
فحينها تتبرأ من الحول والقوة، وتفهم أن لا حول ولا قوة إلا بالله، فينقشع هذا الحجاب.
أرأيت يا عبد الله كم حجاب يفصلك اليوم عن ربك سبحانه وتعالى؟! قل لي بربك: كيف يمكنك الخلاص منها؟!
فاصدق الله، واصدق في اللجوء إليه؛ لكي يزيل الحجب بينك وبينه، فإنه لا ينسف هذه الحجب إلا الله.
يقول ابن القيم: «......وهذه الحجب تنشأ عن أربعة عناصر.. هي: النفس، الشيطان، الدنيا، الهوى».
فلا يمكن كشف هذه الحجب مع بقاء أصولها وعناصرها في القلب البتة .. لابد من نزع تلك الأربعة؛ لكي تُنزع الحجب التي بينك وبين الله..
نسأل الله أن يوفقنا للإخلاص في القول والعمل، وأن يتقبل أعمالنا.
وصلَّى الله وسلَّم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
خالد حشيش- عضو
- تاريخ التسجيل : 28/08/2010
عدد المساهمات : 38
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى